بلدة هامة دينياً وتاريخياً تقع في جنوب شرقي تركيا أو ما يعرف بميزوبوتاميا العليا، كانت تعرف سابقاً باسم "آزخ" و تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة شرناك، محاذية لولاية ماردين (محافظة) .كانت من أقوى القرى المحصنة في فترة المذابح التي تمت فيها تصفية المسيحيين في تلك المناطق على يد الدولة العثمانية, و هي آخر القرى التي سقطت بيد الدولة العثمانية, معظم أهل آزخ الذين يعرفون بالآزخيين أو الأزخينيين, تشتتوا وانتشروا في أصقاع الأرض غالبيتهم العظمى هاجرت إلى سورية و استقروا في مدينة ديريك (المالكية ) و القامشلي.
تسمية آزخ تدعى باللغة السريانية بازبدي أو بيث زبداي (ܒܝܬ ܙܒܕܝ) (ܐܙܟ̥) (Azekh) ومن أعظم قراها كفشنا (ܟܦܫܢܐ) ،و أسفس ،و عميرين، و حدل.يعرفها التاريخ الكنَسي باسم ( ܒܝܬ ܙܒܕܝ ) أي (بيث زبداي أو بازبدي)، ويطلق عليها المؤرّخون العرب ( بازبدي ). ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان. والتاريخ أحياناً يطلق هذه التسمية على آزخ الحاليّة، وأحياناً نرى أن هذه التسمية تعم لتشمل كافة ربوع المنطقة. وهكذا فعل التاريخ الكنسي، الذي عرف المنطقة بأبرشية بازبدي ( ܡܪܥܝܬܐ ܕ ܒܝܬ ܙܒܕܝ )؛ وعيّن لها أسقفاً كان يُعرف باسم ( مطران أبرشية بازبدي ). ويطلق عليها ياقوت الحموي اسم ( باقردي ) وبهذه التسمية الأخيرة عرفت عند أكثر المؤرخين العرب.
مبشري بازبدي آزخ
دخلتها المسيحية منذ القرن الأول الميلادي ويشهد بذلك وجود اسم لأسقف بيث زبداي من سنة 120م، كما أن وجود دير مار أوكين المبشر في جبل الأزل (إيزلا) قد رفد المنطقة بالإيمان المستقيم بين كل أبنائها بصلوات القديسة العذراء مريم وكل القديسيين .و مع أن المسيحيّة دخلت إلى هذه الكورة مبكّراً إلا أننا نجد المبشّرين والقديسين يقبلون إليها من حين لآخر يزرعون التعليم الصحيح من أمثال القديس مار يعقوب النصيبيني أسقف نصيبين، ففي القرون المسيحيّة الأولى نرى اهتمام القدّيس مار يعقوب النصيبيني بهذه البقعة المقدّسة التي زارها ليتبرّك من المكان الذي اختاره الله ليكون مستقرّاً لفلك نوح ، وليبشّر بين أهلها بالتعليم المستقيم. ومن أشهر تلاميذ القديس مار أوكين ( ܡܪܝ ܐܘܓܝܢ ) الذين بشّروا في كورة بازبدي أو بيت زبداي، نذكر القديسين مار ميخائيل الآمدي ومار آحا ومار يوحانون و يوحانون كامولايا والناسك فنحاس الشهيد و مار إشعيا الحلبي.
الموقع الجغرافي والتاريخي
تقع بازبدي آزخ اليوم في جنوب شرقي تركيا كما ( ذُكر أعلاه). يرتفع فيها جبل الجودي [1](آراراط أو آرارات)، الذي استوت على أعلى قممه سفينة نوح أيام الطوفان ( انظر الكتاب المقدس سفر التكوين بالسريانية ، انظر سورة هود في القرآن الكريم الآية 44)[2]. يخترقها نهر دجلة قادماً من منابعه في جبال أرمينيا الشمالية.وتقع أبرشية بازبدي ضمن المنطقة المعروفة لدى المؤرخين العرب باسم ( ܒܝܬ ܥܪܒܝ̈ܐ ) باعربايا ( كلمة سريانية تعني ديار العرب )، والمراعيث المتعلّقة بها 1- بازبدي ، 2- قردو ، وعاصمتها فنّك أو بنّك (انظر كلدو وآثور). وهي اليوم تقع كنسيّاً ضمن أبرشية طور عبدين السريانية .والمنطقة – كما هو معروف – غنيّة جدّاً بالينابيع والأنهر التي ترفد نهر دجلة وفيها تلال الدوكرى ، وجبل العلم، والجبل الأبيض الذي أحالهُ سكان آزخ إلى جنة خضراء مليئة بأشجار الكرمة والتين والمَحلب والبلّوط.يحدّ المنطقة من الجنوب جبل الأزل ( جبل إيزلا ) ، الذي كان معقلاً للعلوم الدينيّة ومقرّاً للعديد من الأديار التي أنجبت فذّة من العلماء والقدّيسين فعبقت المنطقة بأريج فضائلهم، وعلى رأسها دير مار أوكين المبشّر.
مصادر
تايلاند
فوركس
بلوجر
ماليزيا
حجز فنادق
1 التعليقات:
شكرا
بوكيت
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.