كل عام يزور تركيا اكثر من 7 ملايين سائح وزيارة الحمام التركي تعتبر ذات نكهة خاصة بالنسبة للسائح الغربي.
ورث العثمانيون الكثير من عادات الرومان الذي كانوا يعيشون في تركيا قبل ان يستوطن الاتراك تركيا الحالية وخاصة في مجال الحمامات وعادات الاستحمام فيها.
فقد بنى العثمانيون اكثر من 150 حماما عاما خلال القرنين السادس عشر والثامن عشر في المدن الرئيسية وبعضها من تصميم سنان، أحد أشهر المعماريين في العهد العثماني.
وكانت زيارة الحمامات جزء من الحياة اليومية لنساء الطبقة العليا في المجتمع اذ كن يمضين عدة ساعات هناك للاسترخاء والثرثرة وهن محاطات بحاشيتهن من الخدم.
لكن خلال القرن الماضي تراجع عدد اللذين يترددون على الحمامات فخرج عدد كبير منها من الخدمة وتدهورت اوضاعها وتم هدم العديد منها وتحولت اما الى مستوعات او اسواق او بارات.
من بين 48 حماما يعتقد ان سنان بناها لم يبق منها الا عدد قليل والبعض منها شبه مهدمة.
عدد قليل منها وخاصة التي تقع في المناطق ذات الجذب السياحي مثل حمام جمبرليتاس القرب من سوق التوابل وحمام جاغلو اوغلو الواقع بالقرب من المسجد الازرق الشهير بقيا على قيد الحياة وما زالا يعملان.
بنى سنان جمبرليتاس عام 1584 بناء على طلب زوجة السلطان العثماني بينما بني جاغلو اوغلو وهو الطراز الباروكي عام 1741.
وعندما واجهت اسطنبول ازمة مياه في القرن الثامن عشر امر السلطان بمنع بناء مزيد من الحمامات.
وتقول باحثة التاريخ التركية نينا ارجين ان معظم الحمامات بنيت بهدف استخدام عائداتها لتمويل مشاريع خيرية.
وتقول “كان يتم تأجير الحمامات لتمويل المساجد والمستشفيات والتكيات ( اماكن كان يتم فيها توزيع الطعام على المحتاجين وعابري السبيل مجانا) لكن في نهاية القرن التاسع عشر واجهت هذه الاعمال الخيرية ازمة مالية فتم تأجير هذه الحمامات لمدد طويلة تتراوح ما بين 200 الى 300 عام وانتهى اغلبها في ايدي افراد في النهاية”.
عودة الحياة
وشهدت تركيا مؤخرا اهتماما ملحوظا بالتراث العثماني وخاصة من قبل سكان استنبول وتجري محاولات لاحياء هذه الحمامات واستخدامها كما كان في السابق .
فقد تم اعادة ترميم حمام جمبرليتاس في عام 1980 بينما يعرض حمام جاغلو اوغلو للبيع بسعر 16 مليون دولار.
كما يقوم المستثمرون حاليا ببناء حمامات في الاسواق التجارية والفنادق والمصحات.
وتقول ارجين ان هناك اهتماما متزايدا بكل الارث التاريخي للمرحلة العثمانية ويمتد حتى الى محاولة ترميم المصانع التي موجودة خلال تلك المرحلة.
كما ان هناك حمامات تركية معروضة للبيع تنتظر من يقوم بترميمها واعادة الحياة اليها.
فقد اصطحبني احد سماسرة العقارات الى احد الحمامات الواقعة في حي “باب اية” القديم من اسطنبول والذي بناه المعماري سنان.
يقول السمسار ان الحمام يستخدم حاليا كمستودع للخشب ويعتقد ان شراء هذا الحمام بمبلغ 3 مليون دولار فرصة استثمار لا تفوت وان فترة استرداد رأس المال المستثمر في الحمام بعد ترميمه تتراوح ما بين 10 الى 15 سنة.
لكن القوانين الخاصة بترميم واعادة بناء الابنية الاثرية صارمة جدا في تركيا وبالتالي يصعب العثور على مستثمر على استعداد لصرف المال والوقت لاعادة ترميم هذه المواقع الاثرية.
منقول عن:
جوناثان هيد
بي بي سي – اسطنبول
مصادر
تايلاند
فوركس
بلوجر
ماليزيا
حجز فنادق
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.